لا يمكن لى ولا لغيرى أن نسأل المدير الفنى لمنتخب مصر الكابتن (حسن شحاتة) لماذا يشرب الشاى بسكر خفيف مثلاً، أو على أى جنب يفضل أن ينام عندما يأوى إلى فراشه ليلاً.. فمن المعروف أن «كل واحد بينام على الجنب اللى يريحه»، وللرجل مثل بقية خلق الله جنب بيريحه وخصوصية لا يحب أن يخترقها أحد!
ولكن عندما يتعلق الأمر بالشئون العامة مثل منتخب مصر الكروى، الذى لا يملكه (شحاتة) ولا (سمير زاهر) ولا (حسن صقر) ولا أنا ولا أنت، فالوضع هنا معكوس تماماً، ومن حقى أنا وأنت الآن أن نسأل ونستفسر ونلح فى السؤال عن السبب الذى يدفع المدير الفنى لأكبر منتخب إفريقى للقيام بأدوار يقوم بها المحترفين من أمثال (حمادة سنجة) و(زيزى مخدات) فى مناصرة مرشحى انتخابات مجلس الشعب والشورى والمحليات، ويجعلنا أيضاً فى غاية الحزن والندم والكآبة (لا تنظر لصورتى المرفقة مع الموضوع فهى أقدم منه ولو رأيت صورتى الآن لأغمى عليك من الكآبة التى تعترينى) لقيام مديرنا الفنى المبجل باصطحاب فريق منتخب مصر فى "سبوبة" دعاية انتخابية لرئيس اتحاد الكرة أثناء معركته البرلمانية!
أرجوك لا تتخيل ولا تدعنى أتخيل معك منظر لاعبى منتخبنا (أبطال إفريقيا) وأحدهم يحمل فى يمناه بوستر ضخم لـ(زاهر) بينما تتدلى يسراه بجواره حاملة كيس بلاستيك يحتوى على ربع فرخة وعلبة كشرى و"باكو" كاتشب صغير لزوم عدم الحرمان من شىء، والآخر قد ارتدى فانلة بيضاء مطبوع على ظهرها وعلى صدرها صورة ضخمة للمرشح الدمياطى الأعظم (سمير زاهر) وقد انشغل اللاعب بتوزيع بطاقات الدعاية الخاصة بسيادة النائب المنتظر، ولا يكتفى بهذا وإنما يميل بنصفه العلوى بأكمله داخل كل سيارة مارة فى الشارع حتى "يرشق" فيها إعلان وبطاقة مطبوع عليهم بيانات مرشحنا الهمام، وثالث معروف بقوته البدنية وقد أمسك بأربعة أو خمسة من مناصرى المرشح المنافس وانهال عليهم ضرباً وركلاً!
وأقع فى عرضك كيلا تتصور مثلى (حسن شحاتة) واقفاً على باب إحدى اللجان فى يوم الانتخابات وقد أمسك برزمة مالية ضخمة من فئة الخمسين جنيهاً (أو قل عشرين فقط لأن اتحاد الكرة فى أزمة مالية) كل ورقة منها قسمت نصفين، يسلم النصف الأول للناخب قبل التصويت، ثم يمنحه النصف الثانى بعد ضمان إتمام عملية التصويت لصالح رئيس اتحاد الكرة بنجاح!
بالمناسبة لا أعرف هل (سمير زاهر) فئات أم عمال حتى أحدد رمزه الانتخابى بدقة، ولكن بما أن الرجل حزب وطنى فغالباً لن يخرج رمزه عن الهلال أو الجمل، أما بالنسبة لمدرب منتخبنا المصون فبعد ما حدث فأنا لا أعرف له رمزاً محدداً، فالمفترض أنه مدرب منتخب مصر، وليس مدرب اتحاد الكرة أو رئيسه أو حتى مدرب الحزب الوطنى، وإن كنت أرجح أنه قد صار مدرب على ("حزب" الريح ما تودى الريح).. ياريتها تودى وتخلصنا!