اللهم لك الحمد والشكر على عدم كونى رئيساَ للنادى الأهلى، وإلا كانت إقالة (مانويل جوزيه) هى أول رد فعل سأتخذه عقب مباراة المقاولون، وذلك بغض النظر عن أى اعتبارات أخرى؛ فعلى الرغم من اعترافاتى الليلية والنهارية بأنه أفضل مدير فنى فى تاريخ الأهلى، وأفضل مدرب أجنبى عمل فى مصر، ويمكنك وضع كل ألقاب التفوق والعبقرية إن شئت وسأبصم لك بالعشرين عليها موافقاً ومؤيداً، ولكن تأييدنا الشديد للرجل لا يمنع من الاعتراف ببعض الأخطاء!
أولاً: على عينى وراسى الإرهاق الشديد الذى يعانى منه اللاعبون، فأنا كائن حى يجهد جسدى أحياناً ويتعب أحياناً ويصيبنى الإرهاق أحياناً، فأضرب الدنيا ـ لا مؤاخذة ـ جزمة أحياناً من أجل أن أخلد إلى بعض الراحة عندما يحتاجها جسدى بشدة، وذلك بعكس المساكين من لاعبى الأهلى ـ أو معظمهم ـ والذين لا يعرفون أى معنى للراحة، والذين تحولت الرياضة وكرة القدم بالنسبة لهم من حفاظ على الجسم أو محاولات لرفع قدراته البدنية والفنية إلى كشط وجرح وصنفرة وحفر وهدم لكل قدراتهم الجسمانية والتى ستؤدى فى يوم من الأيام لو استمر الوضع على ما هو عليه إلى أن يتساقط اللاعبون على أرض الملعب كالصقور المذبوحة، كل هذا على عينى وراسى وراس الجيران كمان الأهلاوية منهم والزملكاوية (غصب عنهم وإلا)، ولكن هذا وضع حتمى لابد لك كمدير فنى أن تتصرف فى هذا النطاق وبقدر الإمكان، مع الاستعانة باللاعبين المناسبين من غير الدوليين والذين تقل نسبة إرهاقهم بشكل كبير عن الدوليين والأساسيين، لا أن تستبعدهم خارج قائمة المباراة تماماً مثلما تفعل مع (أحمد صديق) ليلعب (إسلام الشاطر) كأساسى مع كل علامات الاستفهام حول مستواه وجدوى وجوده فى الأساس، لا انطلاقات ولا مراوغات ولا تسديد ولا عرضية واحدة سليمة توحد الله فى هذه الأيام المباركة!
ثانياً: بغض النظر عن مباراة الزمالك المقبلة، وأعلم أنها تمثل شبحاً بالنسبة للاعبين، وفكروا فيها أكثر مما فعلوا بالنسبة لمباراة المقاولون، ولكن هذا ليس مبرراً لكل هذا التوهان و"السربعة"، وكان الواجب على مديرنا الفنى ألا يستبعد لاعب كـ(حسن مصطفى) وهو ليس أقل مطلقاً من (بوجلبان) ولا (إينو) إن لم يكن أفضل، وهذه علامة استفهام ضخمة تدور حول علاقة المدير الفنى باللاعب الذى يفترض أنه رقم (1) فى مركزه سواء باللياقة أو بالخبرة أو بالانسجام مع زملائه بعكس (بوجا) و(إينو)، ومتفوقاً أيضاً على (عاشور)!
ثالثاً: بالنسبة لـ(أسامة حسنى) فوجوده فى بداية المباراة جريمة عانينا منها عشرات المرَّات، و(أسامة) يا أسيادنا لاعب محترم ومهذب وخلوق ومهاجم من طراز فريد، والله العظيم ربنا ياخدنى حالاً لو أنكرت هذا، ولكن (أسامة) لاعب احتياطى، يمكنك إشراكه فى بداية الشوط الثانى أو نصفه أو آخر الأول، المهم ألا تشركه أساسياً لأنه لن يقدم لك شيئاً، وأرجوك راجع مباراة المصرى فى بداية الدورى، اشترك (أسامة) كأساسى فلم يفعل شيئاً على الإطلاق، وشارك فى مباراة المحلة والفريق متأخر فكان هو عامل الفوز الأول.. ألا يلاحظ (جوزيه) هذا؟!
رابعاً: مشوار الأهلى الإفريقى، تم الجزء الأول منه بنجاح عقب الفوز على أسيك وتعادل الترجى مع الهلال، ليصعد الأهلى كأول المجموعة، وفى مباراة أسيك جلس (أبو تريكة) احتياطياً ودفع به (جوزيه) عندما تأزمت الأمور، أما فى مباراة المقاولون فجلس (فلافيو) و(جلبرتو) و(بركات) فى انتظار الحسم من زملائهم، وعندما لم يتم، دفع بهم الرجل، وللأسف لم يوفقوا.. الفارق بين المباراتين هو أن أسيك أتى للقاهرة كى يفوز بينما التعادل بالنسبة للمقاولين نصر عظيم، أعتقد أن (جوزيه) لم يفكر فى هذا، وإلا لأدرك بسهولة أن تأخر الأهداف فى مباراة أسيك، كان سيصاحبه اندفاع أكثر وحذر أقل من قبل الفريق الإيفوارى مما يسهل من مهمة الأهلى نسبياً، والعكس فى مباراة المقاولون فتأخر الأهداف سيصاحبه المزيد من الحذر والتقفيل الدفاعى مع ارتفاع الروح المعنوية للمنافس، فتصعب المهمة علينا، وهو ما حدث دون أن يفطن له (جوزيه) للأسف الشديد!
وبغض النظر عن ضربة الجزاء لصالح (أبو تريكة) والتى تغاضى عنها الكائن الذى حكم المباراة، فإن الأهلى لم يكن يستحق المكسب بالفعل، نعم من حقنا أن تحتسب لنا ضربة الجزاء طالما صحيحة، وليس للكائن الحكم أى حق فى التدخل مثلما أتدخل أنا الآن وأعترف أننا لا نستحق الفوز، وإنما الواجب عليه أن يفتح عينيه ويفوق ويحكم بقوانين الكرة، والصراحة إن حكام مباريات الأهلى هذا الموسم حاجة تقرف، ففى المباراة الأولى يتغاضى حامل الراية عن تسلل فى سبعة أمتار يتسبب فى خسارة الأهلى لنقطتين ثم يقول أنه كان مريضاً، يا أخى مريض نام فى بيتكم أو فى المستشفى مش تنام فى الملعب، وفى المباراة الثانية يتغاضى السيد الحكم عن كبشة إنذارات وضربة جزاء لا يتغاضى عنهم إلا أعمى أو ضلالى وإن كنت على يقين أن الرجل مفتح وعينيه مفنجلة، وفى الثالثة ضربة جزاء صحيحة أجمع عليها العدو قبل أن يفتح الصديق فمه، لتجد سيد المباراة فى وادى آخر وقد تخيل نفسه سيد مباراة من أيام زمان يرقد على ريش النعام فى نصف الملعب يطلق صافرته فيقوم الغلمان والعبيد بالتهوية فوق رأسه، ويرفع يديه فتتقدم الجوارى نحوه حاملات ما لذ وطاب من الطعام والشراب وخلافه (سامحونى على جو ألف ليلة وليلة يمكن بمناسبة شهر رمضان كل عام وأنتم بخير وإن كنت لا أتخيل أن تكونوا بخير فى ظل هذا التحكيم).. أما عن مباراة أمس فربما يخرج علينا المحروس حكم المباراة مقلداً زميله فى المباراة الأولى ومصرحاً بأنه كان دايخ أو عينيه مزغللة وطول الماتش ـ لا مؤاخذة ـ مبطلشى ترجيع.. بشرى، جاى لنا حكم صغير فى السكة!
*** أقول لكم… لست قلقاً من مباراة الزمالك على الإطلاق، ولكننى لم أستوقفكم لأخبركم بهذا، وإنما أردت تهنئتكم بشهر رمضان الكريم، وكل عام وأنتم بخير، وتحية لكل زملائى الأعزاء فى فريق العمل بموقعنا العزيز بمناسبة الشهر المبارك، ودعاء للمولى عز وجل بالشفاء للصديق العزيز الناقد بأهلى نيوز ومجلة الأهلى (محمد مصطفى) والذى أصيب بكسر فى الساق عقب حادث سيارة مؤسف.. مع تمنى عودته لنا سريعاً بالسلامة!