أشهر شمال فى مصر!

خلاص، أصبحت الساق اليسرى الخلفية لـ(محمود فتح الله) ليبرو الزمالك هى أشهر عضو جسد فى مصر؛ فالكل يتناقش ويتحاور ويفكر ويستنتج ويستنبط المكان الذى كانت فيه هذه الساق حينما انطلق (أبو تريكة) لتسجيل هدف الفوز الأهلاوى فى شباك (عبد المنصف)، لتغطى يسار (فتح الله) على يمين (أبو تريكة) ذات نفسها والتى سجلت الهدف، ولتتفوق على قبضات (الحضرى) التى حافظت لفريقه على التفوق، وذراع (عبد المنصف) التى تسببت فى احتساب ضربة جزاء ضد الأبيض ثم منعتها عن الشباك، وعقل (جوزيه) الذى تفوق للمرَّة المليون على عقل مدرب الزمالك أياً كان اسمه أو لونه أو وزنه، وتم إجبارنا جميعاً على مشاهدة عشرات اللقطات بمئات السرعات والأوضاع حتى نستطيع الحكم بشكل صحيح هل كانت ساق ليبرو الزمالك بريئة وقدم مهاجم الأهلى هى الطاغية، أم أن ساق مدافع الأبيض قد تسببت فى الهدف الذى قضى على آمال فريقه فى فك العقدة الحمراء، وبعد أن أثبتت كل الإعادات والمؤتمرات التليفزيونية التى عُقدت من أجل هذا الأمر خصيصاً أن الهدف صحيح وليس تسلل فإن الواجب على صاحب الساق اليسرى أن يعتذر لجماهير فريقه عما فعلته ساقه، وإذا كان (مارادونا) قد اعتز جداً بيده التى سجل بها هدفاً فى مرمى الإنجليز فى كأس العالم 1986 قائلاً: «إنها يد الله»، فإنى أعتقد أن (فتح الله) قد يصرح على الجانب الآخر قائلاً: «إنها رِجْل كنبة»!

حاولت مراراً وتكراراً إحصاء عدد الأهداف الأهلاوية التى هزت شباك (محمد عبد المنصف) طوال عمره القصير فى الملاعب إلا أننى فشلت تماماً، فكلما توصلت إلى رقم، نبهنى أحد الأصدقاء إلى أننى قد نسيت هدفين فى مباراة ما، أو ضل منى هدف فى بطولة أخرى، ولكن يقال ـ وهو الكلام الأقرب للصواب ـ أن عدد أهداف الأهلى فى شباك (منصف) وحده قد وصلت إلى 25 هدفاً، أى أن (أوسة) قد احتفل خلال القمة المئوية باليوبيل الفضى لأهداف الأهلى فى شباكه، ورفض رفضاً قاطعاً أن يفسد الاحتفال فتصدى بشجاعة لضربة جزاء (شادى محمد) حتى لا يفسد احتفالات اليوبيل الفضى، وحتى يؤجل بداية الاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبى حتى المباراة القادمة!

ظلم (شيكابالا) نفسه كالعادة، وأصر على أن يخرج من المباراة مشيعاً بالسخط والغضب من كل مَن شاهده وهو يرفع حذائه لجماهير الأهلى، وصمم اللاعب على أن ينفى عن نفسه أية شبهة مما تنبأ له الكثيرون حول كونه نجماً للمستقبل أو فتى الكرة المصرية الواعد، واستطاع أن يضاعف كمية علامات الاستفهام حوله وحول أخلاقه، ويبدو أن مباريات الأهلى والزمالك أصبحت لا تخلو من حديث الأحذية، مما يشجعنا على إقامة المباريات مستقبلاً فى شارع (الشواربى) لو استمر الحال هكذا، فمن (حسام حسن) فى مباراة الستة، إلى (مرتضى منصور) فى نهائى الكأس الذى انتهى بثلاثية نظيفة، إلى (شيكابالا) فى المباراة الأخيرة، وعلى الرغم من أن بعض جماهير الأهلى قد وجهت السباب للاعب، إلا أن جماهير الزمالك أيضاً قد سبت (إينو) و(أبو تريكة) ولم نرى مثل هذا المشهد على الجانب الآخر، ويبدو أن (شيكا) يرفع مع الحذاء شعار «ارفع حذائك يا أخى، فقد مضى عهد البطولات»!