كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن عودة عصام الحضري حارس مرمى الاهلى السابق وقرأنا وسمعنا كثيرا ما قاله الحضري على صفحات الصحف والمجلات المختلفة والمواقع الرياضية الكثيرة باعترافه بخطئه وندمه على فعلته وهروبه في وقت غير صحيح على الإطلاق بل وقرأنا له تصريحات كثيرة منها أن جمهور الاهلى يقدره بشده ويتمنى عودته وأنه يكن كل تقدير وأحترام لمجلس ادارة الاهلى وأنه لن يلعب للزمالك مهما كانت الاسباب لدرجة أنه قال بأن جوزيه أفضل مدرب تعامل معه !
وقال الحضري أيضا بأن الإنسان لا يحس بالندم إلا بمرور زمن على فعلته لأن في وقتها لا يكون تفكير الإنسان ملكه وأشياء أخرى كثيرة تدل على ندم اللاعب ورغبته في العودة للنادي الاهلى من جديد.
ويحاول الحضري جديا في العودة من جديد لصفوف النادي الاهلى من خلال إرسال أحد أصدقائه لجس النبض لدى الجماهير المصرية ولجنة الكرة ومجلس أدارة الاهلى وذلك بعد ما شعر اللاعب بعدم جدوى لعبه في فريق ضعيف وفى دوري أضعف بلا طموح أو مميزات بالإضافة لعدم وجود عروض جدية من أندية كبيرة أو حتى متوسطة للانتقال إلى أحدها في يناير القادم.
والجديد أيضا هو أحساس الحضري بالخوف بعد أن قررت المحكمة الرياضية التابعة للفيفا إيقاف الليبي طارق التائب لمدة أربعة شهور مع دفع غرامة تقدر بحوالي 600 ألف دولار بعد أن قام اللاعب بفسخ تعاقده مع ناديه التركي السابق لينضم إلى فريق الهلال السعودي مثلما فعل الحضري تماما ، والغريب أن الفيفا حكمت للتائب للعب في صفوف الهلال السعودي حتى تحسم القضية وهو الحال مع الحضري الآن أيضا ، بل والمثير أيضا أن محامى الفريق التركي هو السويسري مونتيرو وهو نفس المحامى الذي يدافع عن حقوق الاهلى في قضية الحضري !
وقرأت أيضا مقالة الأستاذ حسن المستكاوى بجريدة الأهرام عندما قال لن يعود الحضري وان عاد فلا أريد أن أسمع كلمة القيم والمبادئ في النادي الاهلى وسيذهب عمر نادي مدته أكثر من مائة عام !
وعلى الرغم من كل هذا إلا أنني أحب أن أوضح وعلى مسئوليتي الشخصية فلن يعود الحضري مهما كانت الأسباب وأن مجلس إدارة النادي الاهلى يرفض من الأساس الحديث في هذا الموضوع حتى وان كان الفريق في حاجة لجهوده لأن مبادئ النادي الاهلى لا تتجزأ والقيم و العادات و التقاليد التي هي من شعار النادي لم تأتى من فراغ.
وكان هذا واضحا بعد ما رفض مجلس الإدارة بالكامل عودة إبراهيم سعيد على الرغم من حاجة الفريق وقتها إلى ليبرو قوى وسريع ولكن أحيانا بل وكثيرا يكون الجميع في حاجة إلى ترسيخ معاني وقيم كثيرة أكبر من مجرد لاعب أو حتى حارس مرمى.
سيشهد الوسط الرياضي في الفترة القادمة جدلا كثيرا ما بين مؤيد و معارض لعودة الحضري من جديد للاهلى ، وسيخرج علينا أصحاب الفضائيات إياهم ذو القلوب الرحيمة مطالبة بالعفو عن الحارس ولكن أحب أن أقول لهم من الآن لن يعود الحضري للاهلى مهما كانت الأسباب ومهما فعل الحضري .
ليبقى النادي الاهلى دائما أكبر من أي لاعب مهما كان أسمه أو تاريخه وليبقى دائما
الاهلى فوق الجميع.
الإثنين أكتوبر 06, 2008 4:42 pm